منتدى محمد و ناس المسيلة



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى محمد و ناس المسيلة

منتدى محمد و ناس المسيلة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى العالم العربي

الوقت الحالي


دخول

لقد نسيت كلمة السر

العربية

سقوط بغداد

jsk


    اقصوصة

    avatar
    mohjsk


    عدد المساهمات : 68
    تاريخ التسجيل : 30/05/2009

    اقصوصة Empty اقصوصة

    مُساهمة من طرف mohjsk الثلاثاء يونيو 02, 2009 5:43 am

    كلّ
    ازقة مخيم جباليا مكتضة بالقصاد ، قصاد لا بغية لهم ولا هدف غير رغيف خبز
    او بضع رغيف يسد رمق الجوع ، جوع ولد من رحم الحصار ، من رحم التقتيل م
    رحم المعاناة.


    لا
    رائحة في ازقة هذا المخيم غير رائحة الموت ، ولا هدف اسمى و اهم من توفير
    لقمة العيش لاطفال لا يتمتعون بادنى مستلزمات العيش الكريم في عصر
    الانترنت و غزو الفضاء .


    اذ
    ان المخابز لا تفتح ابوابها الا مرة اسبوعيا ، مرة ترى الناس امامها
    متجمعين في صف ممدود كل ينتظر دوره ، و ليس من المستغرب أن تنتظر
    ربع يوم دون ان تحصل على مبتغاك.


    غير
    اتن الاكتضاض امام المخابز لم يكن العائق الوحيد الذي من شانه ان يمنعك من
    الحصول على الخبز ، اذ من المعتاد ان تفرض سلطات الاحتلال الصهيوني حضر
    التجوال على المنطقة ، فيمنع على الانسان ان يرتزق من دكانه او ان يقتني
    حاجياته .


    قضاء حاجيات يعطل بسبب نفاط تفتيش نثرتها يد الظلام في كل مدينة ، في كل حي وفي كل شارع بل في كل زقاق.

    معابر
    و جدران عازلة منعت الابن من زيارة والديه والاخ من مواساة اخيه بل والجار
    من تحية جاره ، هكذا كانت حياة هذا الشعب ، شعب فلسطين على ارضه أرض
    فلسطين .


    وكان
    ضمن هذه المجموعة البشرية المضطهدة والمعذبة في الارض شاب لا يعدو العشرين
    ربيعا ، طويل القامة نحيف الجسم ، مهلهل الثياب . طالب انهى تعليمه العالي
    في كلية العلوم الاجتماعية والانسانية ، كان حلمه ان يصير استاذا لمادة
    التاريخ ، لولا وفاة امّه وتعطل حال والده الصحي . فاليوم يقطن الغلام
    ووالده :


    رجل
    اشيب الشعر بلغ ارذل العمر ، مقوس الظهر ذو عثنون طويل يكاد يبلغ رقبته ،
    وجهه ذو اللون القمحي عكر السمات مليئ بغضون رسمتها السنون بريشتها فكانت
    ذكرى على نكبة ثمانية و اربعين و نكسة سبع وستين ، بل وأضحت متحفا يجمع
    شواهدا على مجازر الصهاينة في فلسطين ولبنان ،من مجزرة الحرم الابراهيمي
    ودير ياسن فصبرا وشاتيلا ، الى مجزرة غزّة.... لعل هرم
    الوالد قد دفع الشاب دفعا الى الانقطاع عن تعليمه العالي حيث اختار نهج
    العمل علّه يوفّر لنفسه ولابيه لقمة العيش . ، لقد كان من الضروري له ان
    يرتزق اذ ان والده لم يكن من اللاجئين بالقطاع ، و معونات المنظمات
    الانسانية لا تقدم الا للاجئي القطاع وحسب .


    لذا
    كان يستيقظ كل يوم قبل بزوغ الشمس ، ليعمل ، انه لموقن ان عمله يمثل خرقا
    لقوانين الاحتلال الاسرائيلي الا ان هذا لم يدفعه يوما الى التراجع ، بل
    ان الياس قد يئس من ان يبلغ قلبه فيحمله على العدول عن صنيعه ، اذ كان
    الشاب يحس ان من واجب تجا نفس و تجا ابي و تجا امت جماء ان يمارس ذا العمل
    على خطورته .


    و
    عذر الشاب واضح في هذا ، اذ اي قانون يمنع من ان يقتات الانسان حتى لا
    يموت جوعا ن واي قانون يدفع الانسنا قسرا عل المكوث في مكانه و يحرمه من
    التنقل بحرية ، من وطنه الى وطن الاشقاء بمصر او بالاردن ...


    ما
    كانت هذه تساؤلاتي و تخميناتي بل كانت تخمينات الفتى كلما توكل على الله
    صباحا ليقصد مقر عمله . و ماكن مقر عمله هذا الا مستودعا يملكه رجل من
    التجار المشهورين بالقطاع ، يلجه الفتى صباحا فيبتاع بعض البضائع من ملابس
    واطعمة و يعرضها على ارصفة شوارع جباليا ..


    لم
    يكن الشاب يدري من اين ياتي التاجر بهذه البضائع ، اذ لم يتجرا لسانه على
    ان ان يساله يوما عن مصدرها ، لكن عقله كلن لا يقف عن التفكير ، كيف لهذا
    الرجل ان يتجاوز معابر نثرت في كل مكان من شمال القطاع الى جنوبه ، هل
    يمرر هذه السلع من معبر كرم ابو سالم او من معبر رفح او او او..


    هذا ما كان يراود ذهن الشاب طيلة سفره من شارع التفاح الى مخيم جباليا يوميا ..

    بضع شيكلات كان يربحها الشاب يوميا ، بضع لا تفني ولا تسمن من جوع ، الا انه كان يحمد الله على نعمته تلك.

    ويوما
    من الايام قصد المستودع كالمعتاد بعد ان صلى صلاة الفجر و اعد فطور الوالد
    الهرم . ولج المستودع كعادته : فأذا بالمفاجئة ، المستودع خال من السلع
    الا من بعض الصناديق المبعثرة في كل مكان . احس بسعور غريب قبل ان يسمع
    صوتا خشنا يقول : "اهرب ارهب يا ولد "


    تسمر
    الشاب في مكانه كالتمثال من اثر الصدمة ومان ان ادرك ان خطرا يحدق به ،
    اسرع نحو الباب بغية النفاذ بجلده فاذا بمجموعة من الجند تنادي :
    תרים את הידיים


    لم
    يكن يفقه من اللغة العبرية غير كلمتين " شلوم عليخم اي السلام عليكم و
    كريمديشاليم وتعني معبر كرم ابو سالم ، الا ان القريحة اسعفته فرفع يديه
    الى الاعلى كما طلبوا


    فتش الشاب و ضرب بالعصي ايما ضرب و ونقل الى منزله ليفتش .

    دخل
    الجنود الى البيت مدججين بالاسلحة . جبنهم دفعهم الى ان وجهوا البنادق نحو
    الشيخ الهرم . نظر الشيخ الى ولده و نزلت من عينيه دموع حارة . دخل الجند
    الى المنزل و فتشوه فلم يعثروا على شيئ بالمنزل .. نظر الوالد الى ولده و
    قال : لا تخف يا ولدي الله معك . وانا معك ، و الارض لنا و الحق حقنا و
    سيعود .


    ما ان تام كلامه حتى انهال الكلاب المجرمون عليه بالضرب و البصق .

    كان هذا على مرىى من الشاب الذي احس خنجرا قد غرس في قلبه . ضرب او الاخر حتى اغمي عليه.

    ولم
    يعلم سبب اعتقاله الى ان جاء يوم مثوله امام المحمكة الاسرائيلية العليا
    بتل ابيب فقد وجهت اليه تهمت تهريب اسلحة وبضائع عبر انفاق في رفح


    وباعتبارها
    من اكثر الدول ديموقراطية في العالم وباعتبارها بطو سلام ، و على اساس ان
    شعبها قد عذب واحرق منع الشاب من ان يوكل محاميا يدافع عنه . على الرغم من
    انه بريئ.و رفعت الجلسة لعد ان حكم على الشاب بالسجن عشرين عاما باكملها .
    فما كان له الا ان سلم امره لله سبحانه وتعالى .


    وضعت الاغلال باردة في يده وأودع زنزانة مظلمة لا نور يدخلها بل ملؤها الصمت و الموت والبرد القارس .

    و مرت الشهور و السنون طويلة في زنزانة الموت هذه والشاب او الكهل يلقى من العذاب الوانا . لا طعام يعرفه غير رغيف خبز مبلل يوميا .

    وجاء اليوم ان خرج الشاب من الزنزانة ، جاء يوم رؤيته نور الصباح اثر عشرين يوما من الظلام الدامس .

    اتجه
    الرجل الى القطاع عله يلاقي والدا ملتاعا لم يعلم مصير ابنه منذ ان اسر
    الى يومنا هذا . اتجه نحوا مخيم جباليا الجريح لم يكن يعمل اهو المخيم ام
    صحراء النقب ، اذ محيت اغلب المنازل عن الخريطة و سويت بالارض . لم يعثر
    على منزله ، انتابه الرعب . أمضى اليوم يسال عن والده وحاله دون جدوى .


    ويوما
    صادف ان اعلم بان والده قد استشهد في غارة جوية استهدفت مكتب الوزارة
    بالقطاع العام الماضي. اغرورقت عينا الرجل بالدموع . واعلم ان عندما يبكي
    الرجال فالمصاب عظيم والهول كبير. مشى صاحبنا دون هدى ، و قلبه قد قرف
    قرفا ، مشى صاحبنا دون ان يعرف هدفا ..


    مضت الايام سريعة ، وفتحت
    المذاييع واجهزة التلفاز وقيل " استشهاد فلسطيني في الاربعين من عمره في
    عملية استشهادية نفذها في نقطة تفتيش تابعة للجيش الاسرائيلي قرب معبر
    كريمديشاليم (كرم بو سالم ) تسببت في مصرع جنديين و جرح ثلاثة اخرين
    حالتهم خطيرة .وقد قيل ان الاستشهادي قد صرخ قبل ان يفجر السيارة " ساذهب
    ولن اعود لكن الحق سيعود .

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 17, 2024 4:40 am