عبد الحميد بن باديس
ولد
العلامة عبد الحميد ابن باديس يوم 04/12/1889 بقسنطينة أبوه محمد بن مصطفى
بن باديس و أمه. ينتسب بن باديس الى أسرة كبيرة و دات وجاهة تمتد جدورها
الى قبيلة صنهجية البربرية التى لعبت دورا كبيرا في تاريخ البلاد أثناء
العصور الاسلامية المزدهرة في المغرب الاسلامي و تمتد شجرة العائلة الى
الشيخابن عبد الباديس الى بلعين بن زيري مؤسس دولة بني زيري و الدي بنى كل
من مدينة الجزائر العاصمة و مليانة و المدينة في القرن ال10/م و كدالك نجد
احد أجداده هو المعز بن باديس الدي خلص البلاد من السيطرة الفاطمية في عام
1048م و عند التاسعة عشرة من عمره التحق ابن باديس بجامع الزيتونة بتونس
فتحصل علىشهادة العالمية بعد اربع سنوات من الدراسة عرف بكثرة المطالعة
فكان ينهل من الصحف و الكتب التى كانت تأتيه من المشرق الاسلامي و قد كونت
هده المطالعة شخصية مميزة و مستقلة في رأيه مثلما امتلك روحا نقدية . فهو
يخضع كل شيىء للنظر فكرة تجديد التدريس بجامع الزيتونة و استبدل الطريقة
التقليدية بطرق او برامج حديثة مما جعله عرضة لهجوم الرافضين لكل جديد و
المتمسكين بالقديم حتى لو كان باليا و يعترف ابن باديس بأن أستاده
بالزيتونة محمد النخلي كان وراء امتلاكه روح النقد و رفض التقلبد فيقول
*كانت على دهني بقية من غشاوة لم تكن هجرة الشيخ عبد الحميد بن باديس الى
الحجاز هروبا من القمع الاستعماري و استسلاما للعجز عن المواحهة وفق منهج
تراجع خطوة الى الوراء من أجل تقدم خطوات الى الأمام فعندما دهب الى
الحجاز تعرف عن قرب على المصاعب و العراقيل التى تواجه حركات الاصلاح
الديني في المشرق العربي فاطلع على تجارب جمال الدين و محمد عبده و اكثر
من هدا فقد وجد فيى الهجرة دريعة من التجنيد الاجباري الد كان يرفظه
الاستعمار الفرنسي على كل شاب جزائري بلغ سن التجنيد و قد التقى ابن باديس
بأستاده حمدان الأونيسي الدي نصحه بالعودة الى الجزائر من أجل خدمة
الاسلام و العربية اللدين يهددهما الاستعمار و يمكن القول ان المشروع
الاصلاحي لابن باديس قد وضع في الحجاز حيث كان يلتقي يوميا بصديقه الطبيب
العقبي و البشير الابراهيمي اللدين اسسا معه جمعية العلماء المسلمين
الجزائريين في عام 1931 و يقول الابراهيمي عن تلك اللقائات بانها تدابير
للوسائل تنهض بها الجزائر و وضع البرامج المفصلة لتلك النهضات الشاملة الت
كانت لها صورة دهنية ترى في مخيلاتنا و سحبها من حسن النية و توفيق الله
مما حققها في الخارج بعد سنوات وأشهد الله ان تلك الليالي من عام 1913م هي
التي وضعت فيها الأسس الأولى لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي لم
تبرز للوجود الآ في عام 1931
دراسته
بامكان والد عبد الحميد ابن باديس ادخال ابنه الى المدرسة الفرنسية مثلما
تفعل أغلب العائلات الغنية أنداك لكنه رفض دلك و فضل أن يلقنه تربية
اسلامية فأتى له بالمعلم الى البيت و كان الشيخ محمد المداسي اول معلم
لعبد الحميد ابن باديس و قد اعجب بدكاء الصبي مما جعله يقدمه لامامة
المصلين في الصلاة التراويح ثلاث سنوات كاملة في الجامع الكبير بقسنطينية
و يعتبر الشيخ حمداني اللأونيسي من الأساتدة اللدين تركوا تاثيرا بليغا في
الشيخ بن باديس و كان وراء رفضه تولي اية وظيفة في الحكومة الاستعمارية و
يقول عن دلك *فقد أوصاني و شدد عليا ان لا اقرب الوظيفة و لا أرضاها ما
حييت و لا أتخد علمي لها كما يفعل
منعه من التدريس
ابن باديس الى قسنطينة في عام 1913و هو مسلح بالعلم و الاخلاق العالية
فاراد استخدام في دلك خدمة أمته و شعبه لمصلحته الخاصة فشرع يعلم الناس و
يلقي عليهم الدروس في الجامع الكبير بقسنطينة لكن السلطات الاستعمارية
تدخلت فمنعته من دلك لأنها تدرك أن ابن باديس يحمل أفكارا جديدة و حية
نابعة من الاسلام الصحيح الرافض للاستعمار و الظلم و الجهل و التخلف مما
يمكن أن يكتشف عملاء الاستعمار اللدين كانوا يسترون وراء الدين لابقائه
على جهله و خضوعه فكانوا يقولون للشعب أن الاستعمار من القضاء و القدر أي
المكتوب فلمادا ترفضون ما كتبه الله لكم فلم يستطيع ابن باديس مواجهة
الاستعمار لوحده فاضطر الى الهجرة الى الحجاز للتعلم أكثر و اكتساب الخبرة
و الالتقاء بالكثير من العلماء الجزائريين الرافضين للاستعمار من أجل جمع
شملهم و التخطيط الجماعي و التفكير في كيفية مواجهة هدا الاستعمار الدي
يعمل من أجل فرنسية الشعب الجزائري والقضاء على الشخصية
وفاته
عندما
اندلعت الحرب العالمية الثانية في عام 1939طلبت السلطات من ابن باديس
اصدار بيان مؤيد لفرنسا فرفض أن يتخد موقفا من صراع لاناقة فيه و لا جمل
الشعوب المستعمرةو كيف يلبي طلب الاستعمار و هو المعروف بقوله لو طلبت مني
فرنسا قول لاالهالا الله لماقلتها و بسبب موقفهاداك وضع تحت الاقامة
الاجبارية في منزله بقسنطينة حتى نعى الشعب الجزائري بوفاته يوم الثلاثاء
16/04/1940الدي اتخد كيوم للعلم في الجزائر بعد الاستقلال و قد قال البعض
أنه قتل مسموما من طرف الاستعمار و قد وهب الشعب الجزائري كله لتوديع
الشيخ ابن باديس.