أسماء الجنة الواردة في القرآن الكريم مترادفة | ||
[size=25] [/size]
[size=25]يقول الشيخ علي فركوس
[/size]
أسماء الجنة الواردة في القرآن الكريم مترادفة
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً
للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
فهذه أسماء الجنة الواردة في القرآن الكريم مترادفة، ومسماها واحد باعتبار
الذات فأسماء الجنان هي أسماء لدار الحياة الدائمة، فسميت جنة الخلد
والنعيم والمأوى وعدن ونحوها لبقاء المؤمنين فيها وعدم فنائها وتنعمهم
فيها وهي مأواهم ودار مقامهم على وجه الدوام والخلود.
هذا
باعتبار الذات، أما باعتبار صفات الجنة فهي متباينة ومختلفة لأنّ الجنة
جنان كثيرة كما ورد في الصحيح أن أمّ الرُّبَيِّع بنت البراء -وهي أم
حارثة بن سراقة- أتت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقالت: يا نبي الله
ألا تحدثني عن حارثة - وكان قُتل يوم بدر أصابه سهم غرب ( ١- سهم غرب: أي لا يعرف راميه. النهاية لابن الأثير: (2/657) )
فإن كان في الجنة صَبرتُ، وإن كان غير ذلك اجتهدتُ عليه في البكاء ؟ قال:
« يَا أُمَّ حَارِثَةَ إِنَّهَا جِنَانٌ في الجنَّةِ وَإِنّ ابْنَكِ
أَصَابَ الفِرْدَوْسَ الأَعْلَى» (
٢- أخرجه البخاري في «صحيحه» كتاب الجهاد والسير، باب من أتاه
سهم غرب فقتله: (2654)، وأحمد في «مسنده»: (13330)، من حديث
أنس رضي الله عنه. ) وفي رواية: « إِنَّهَا جِنَانٌ كَثِيرَةٌ» ( ٣- أخرجه البخاري في «صحيحه» كتاب المغازي، باب فضل من شهد بدرا: (3761)، من حديث أنس رضي الله عنه. )
فالفردوس -مثلا- يطلق على الجنة باعتبار الذات، ويطلق باعتبار الصفة على
أعلى الجنة وأوسطها، ومنه تفجر أنهار الجنة كما ثبت في الصحيح من حديث أبي
هريرة رضي الله عنه قال: « فَإِذَا سَأَلْتُم الله
فَاسْأَلُوهُ الفِرْدَوْسَ فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الجنَّةِ وَأَعْلَى
الجنَّةِ، وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحمنِ وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ
الجنَّةِ» (
٤- أخرجه البخاري في «صحيحه» كتاب الجهاد والسير، باب درجات
المجاهدين في سبيل الله: (2637)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. )
وفي حديث آخر عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم يقول: «الجنَّةُ مِائَةُ دَرَجَةٍ، كُلُّ دَرَجَةٍ
مِنْهَا مَا بَيْنَ السَمَاءِ وَالأَرْضِ، وَإِنَّ أَعْلاَهَا
الفِرْدَوْس، وَإِنَّ أَوْسَطَهَا الفِرْدَوْس، وَإِنَّ العَرْشَ عَلَى
الفِرْدَوْسِ، مِنْهَا تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الجنَّةِ، فَإِذَا مَا
سَأَلْتُم الله فَسَلُوهُ الفِرْدَوْسَ» (
٥- أخرجه الترمذي في «سننه» كتاب صفة الجنة، باب ما جاء في
صفة درجات الجنة: (2530)، وابن ماجه في «سننه» كتاب الزهد،
باب صفة الجنة: (4331)، ومسند أحمد في «مسنده»: (21582)، من
حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه. والحديث صححه الألباني في «صحيح
الجامع»: (3121)، وانظر: «السلسلة الصحيحة» له: (2/592). )
والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين،
وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم
الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.
___________________________________________________
١- سهم غرب: أي لا يعرف راميه. النهاية لابن الأثير: (2/657)
٢-
أخرجه البخاري في «صحيحه» كتاب الجهاد والسير، باب من أتاه
سهم غرب فقتله: (2654)، وأحمد في «مسنده»: (13330)، من حديث
أنس رضي الله عنه.
٣- أخرجه البخاري في «صحيحه» كتاب المغازي، باب فضل من شهد بدرا: (3761)، من حديث أنس رضي الله عنه.
٤- أخرجه البخاري في «صحيحه» كتاب الجهاد والسير، باب درجات المجاهدين في سبيل الله: (2637)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
٥-
أخرجه الترمذي في «سننه» كتاب صفة الجنة، باب ما جاء في صفة
درجات الجنة: (2530)، وابن ماجه في «سننه» كتاب الزهد، باب
صفة الجنة: (4331)، ومسند أحمد في «مسنده»: (21582)، من حديث
معاذ بن جبل رضي الله عنه. والحديث صححه الألباني في «صحيح
الجامع»: (3121)، وانظر: «السلسلة الصحيحة» له: (2/592).
المصدر موقع الشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس